ليسبوس – اليونان: تجلس هدى ملاك الحامل فى مولودها الاول داخل الزورق الصغير المتدلى فى المياة باتجاه شواطئ ليسبوس. لازالت المياة تنهمر بداخل الزورق منذ انطلاق الرحلة من السواحل التركية و التى تبعد حوالى ستة اميال كاملة عن موقع الزورق الحالى.
الثمانية عشر سوريا الموجودين بالزورق يحاولون بكل جهدهم من اجل اخراج المياة من الزورق. كلمة السر تكمن فى الوزن الزائد، لابد من انزال بعض الحقائب التى تحمل كل ما تبقى لهم من حطام الدنيا. الرحلة تستغرق ضعف الوقت المتوقع لها. اكثر من ساعة و نصف مضوا و مازال الزورق على بعد ميلا كاملا من الجزيرة اليونانية.
فجاة و بدون ايه مقدمات، يقرر زوج ملاك القفز فى المياة لتخفيف الحمل: "افعل هذا من اجلك، من اجل طفلنا، و من اجل جميع من فى الزورق" هكذا قال طارق شيخ لملاكه قبل ان يهبط فى بحر ايجه. تخفيف الوزن يساعد الزورق على التخلص من المياة و التحرك سريعا حتى وصل الى الشاطئ. ملاك مازالت تنظر الى البحر باحثة عن زوجها الا انه لا وجود لطارق حتى اللحظة.
"الحمد لله كلنا احياء" يصرخ فيراس غرغورى شاكرا ربه بينما يجلس راكعا على يابسة ليسبوس. يبدأ الواصلون فى التحرك نحو الجزيرة و بعيدا عن الشاطئ. ملاك المدرسة ذات الثلاث و عشرون عاما ليست من بينهم فهى تمسك بوجهها بينما تحدق باتجاه البحر منتظرة ظهور معجزى لزوجها الذى ضحى بنفسه فى سبيل ايصال الزورق. الواصلون يحاولون اشراكها فرحتهم بالوصول الامن و لكنها تنحى ايديهم بعيدا.
داخل البحر، يحاول اخو طارق انقاذه بخلع قميصه و رميه اليه. صاحب مطعم يونانى على الشاطئ يحاول سحب قارب صغير الى المياه من اجل نجدة طارق و لكن القارب لا يذهب ابعد من بضعة امتار. مركب لخفر السواحل اليونانى يظهر فى الصورة و الغرغورى يوجههم باتجاه الشيخ من على الشاطئ. لحظات قليلة و يأتى احد ضباط خفر السواحل فى مركبة على اتصال بالمركب اليونانى ليطمئن الجميع: تم انقاذ طارق شيخ و اخيه.
اكثر من 2.500 لاجئ قضوا نحبهم خلال محاولتهم للوصول الى اوروبا عبر فيالق من الزوارق المطاطية و مراكب الصيد الصغيرة هذا العام. عشرات الالاف عازمون على المخاطرة من اجل الوصول، الذى يتحقق فى الاغلبية العظمى من الحالات.
فور وصول الزوارق للشاطئ، يخرج الرجال اولا ليساعدوا النساء و الاطفال على الخروج. يحاول اللاجئون قذف حقائبهم و احذيتهم على الشاطئ فى محاولة يائسة لتجفيفها بعد غمر المياة لزورقهم طوال الرحلة العصيبة. البعض الاخر يرمى بسترات النجاه عاليا كلاعب كرة القدم الذى يخلع قميصه احتفالا بالهدف.
ادوارد ماردينى، لاجئ اخر ممن كانوا على متن الزورق، التصقت ملابسة بجسده من شدة البلل. يخرج هاتفه المحمول من عدة حقائب بلاستيكية تم لفها بعناية لحفظ الهاتف من المياة. "ابى، لقد وصلنا الى اوروبا!" يصرخ ماردينى مهاتفا والده بدمشق بينما تنغمر الدموع من عيناه. ابنه ميشيل صاحب الخمس سنوات يحتفل بالوصول على طريقته الخاصة، فهو يطلق الصافرة النجاة باستمرار، تلك التى اعطيت له قبل تحرك الزورق من تركيا.
فى الوقت ذاته يهرع عدد من اليونانيين المنتظرين قدوم تلك الرحالات باستمرار للظفر بما يمكن استخدامه من الزورق المطاطى الجالب للاجئين.
لقد اصبح الشريط المائى الضيق ما بين تركيا و اليونان طريقا اساسيا للهجرة الجماعية للشعب السورى، الذى انتجت معاناته واحدة من اكبر حركات الهجرة الجماعية منذ الحرب العالمية الثانية. اربعة ملايين سورى - من اصل تعداد بلغ 22 مليون قبل الحرب الاهلية – فروا الى خارج البلاد، هذا بالاضافة الى 8 مليون سورى بالداخل اضطروا الى النزوح بعيدا عن منازلهم التى تم تدمير معظمها.
عشرات الالاف من السوريين، بالاضافة لمهاجرين اخرين من افغانستان، افريقيا و اماكن اخرى نزحوا الى اوروبا للبحث عن ملاذ امن و حياة افضل فى بعض الدول المضيافة نسبيا كالمانيا و السويد.
ادى النزوح الجماعى الى خلق فوضى لا يمكن السيطرة عليها، فحدثت الاشتباكات بين اللاجئين و السلطات الاوروبية بدءا من اليونان الى بودابيست و حتى الحدود الالمانية – الدنماركية، مما خلق ازمة للساسة الاوروبيين الذين بدأوا فى بناء حوائط و اسوار شائكة لايقاف النزوح و الاشتباكات الدائرة على شرائط دولهم الحدودية.
طبقا لمنظمة الهجرة الدولية بجينيف، عبر قرب نصف المليون مهاجر البحر المتوسط الى اوروبا هذا العام وحده.
حوالى 350 الف من المهاجرين وصلوا لاوروبا عبر البحر من تركيا الى اليونان، و هو المحور الاهم لسفر اللاجئين نظرا لسهولة الولوج الى تركيا عبر الحدود مع سوريا و منها الى اوروبا.
مثل عائلة ماردينى، يأتون بهواتفهم و حقائب صغيرة بها ما تبقى لهم من ملابس و مدخرات قليلة من الدولارات التى دفعوا معظمها لمهربين ساعدوهم على العبور الى اليونان. لقد اضطر العديد ان يبيعوا كل ما امتلكوا فى سوريا من اجل هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
اطباء، مدرسين، مهندسين و ربات بيوت، جميعهم ابحروا من الشواطئ المنعزلة بتركيا باتجاه السواحل الصخرية بجزر ليسبوس، كوس و جزر اخرى قريبة. البعض يضطر الى السير لاكثر من 40 ميلا للوصل الى اقرب مركز تسجيل يونانى و ذلك نظرا لقرار السلطات اليونانية بحظر استخدام الحافلات و سيارات الاجرة فى محاولة يائسة لوقف تدفق اللاجئين.
عادة ما ينتظر البعض لعدة ايام ليحصل على الاذن الرسمى من السلطات اليونانية لاستئناف رحلته عن طريق عبارات الى ميناء بيريوس بأثينا، و منها تبدأ رحلة اكثر صعوبة و وعورا من خلال دول البلقان الى المجر و النمسا و المانيا.
لقد بدأت عائلة ماردينى رحلتها من باب توما، احد احياء دمشق المسيحية و التى تعتبر هدفا دائما لقنابل المتمردين. قبل ذلك اضطروا الى النزوح من حى الى اخر مرتين لتفادى المناطق التى تشهد القصف بشكل مكثف.
"لقد عانى ابنى الاكبر الامرين بسبب الحرب، كان قد بدأ فى التلعثم ف الكلام، لقد كان خائفا جدا بسبب القصف" هكذا تقول زوجة ماردين، سارة عازر، بينما تحمل طفلها الاصغر مارك صاحب العام الواحد.
فى تلك الاثناء يقوم ماردينى بمهاتفة المهرب التركى الذى رتب لهم رحلتهم الى الجزيرة. ماردينى يملى عليه رقم كود سيستخدمه المهرب فى تحويل اتعابه من حساب تابع لكل مسافر ممن يدفعوا ما بين 800 الى 1200 دولار امريكى لرحلة تكلفتها لا تتعدى ال 17 الدولار فى الظروف الطبيعية. هذا النظام المتبع فى الدفع يضمن الى حد كبير حرص المهرب على ايصال اللاجئين الى الجزر بسلام حتى يتمكن من تحصيل اجره. "ابو حسين، انا اعتز بالله و بالرسول و بك" يقول ماردينى للمهرب.
بعد عبور الشاطئ، يبدأ اللاجئين فى رحلة السير الجبلية للوصول الى ميتيلين عاصمة الجزيرة. خلال سيرهم الشاق، يمر اللاجئين بجانب العديد من الفنادق و المقاهى السياحية و حمامات السباحة، مستغلين وجود بعض الاشجار و الحدائق على جنبات الطريق للراحة و التظلل تحت درجة حرارة صيفية تصل الى 90 درجة فهرنهايت. الشباب الاصغر سنا يقودوا المسيرة بينما يظهر العجائز و الاطفال متعبين فى الصفوف الاخيرة.
"ارجوك، اريدك ان توصلنى بسيارتك لمسافة و لو قصيرة؟" هكذا تسأل امراة سورية مسنة مرتدية ملابس سوداء كاملة احد السائقين. "باركك الله" هكذا تشكره بعد ان اوصلها لمسافة ميل وعر متصاعد على الطريق.
فى قرية سكالا سيكامينياس ذات التعداد القليل (نسمة 140)، يمتلئ الشاطئ بعدد من الطوافات المتبددة و سترات النجاة المتناثرة. اعداد جديدة من اللاجئين تصل القرية ذات الحانات الشهيرة بتقديمها للاخطبوط كوجبة محلية للسياح الاجانب، الذين اعتادوا بدورهم على ظهور المزيد من اللاجئين من ان لاخر.
"بالطبع نحن نشعر بالاسى لللاجئين و خصوصا عند رؤيتنا لنساء حوامل و عجائز بينهم" هكذا تقول صاحبة احد المطاعم بالقرية، مستكملة "هم لا يضرون باحد هنا، لكن الوضع فى ظل وجودهم يشعر الزوار بعدم الارتياح".
قبل عدة ايام، تقطعت السبل بسيدة افغانية تعانى من الشلل. نصحها مرافقيها ان تنتظر حتى يرفق بها احدا و يقوم بايصالها لاقرب نقطة تسجيل. لقد ظلت جالسة امام كنيسة لمدة ساعات حتى تعطفت عليها احدى السائحات الهولنديات، التى قامت باستعارة سيارة و اوصلت السيدة الى اقرب نقطة لمركز للاجئين متحدية الشرطة المحلية التى تمنع السكان و الزوار من ايصال اللاجئين بسيارتهم.
يعيش العديد من اللاجئين على المياة و المقرمشات التى يبتاعوها من المحلات الصغيرة على جانبى الطريق اثناء رحلة السير من الشاطئ الى قلب القرية بينما يقوم رامى كنبر صاحب التسعة و عشرون عاما فى قيادة الفوج.
كنبر ترك حلب المنقسمة بين قوات النظام و معارضيه، حيث كان يعمل فى اغاثة من يصابون فى القتال من الجانبين، مما اثار الريبة و الشك فيه من الجانبين ايضا. "جريمتى اننى كنت اساعد الناس!" هكذا يقول بصوت خافت من شدة التاثر.
على الشاطئ، يمشى رائد مطلب صاحب السبعة و عشرون عاما على عكازين. لقد فقد القدرة على تحريك قدميه اثر اصابته برصاصة سكنت عموده الفقرى قى الايام الاولى من التظاهرات المناهضة للنظام بدمشق. يسير محمولا بجواره فتى نحيف فى الخامسة عشر من العمر يدعى طلال مسعود، الذى يعانى من مرض وراثي ادى الى ضمور فى عضلات ساقيه. يقود المجموعة ابن عم طلال، محمد مسعود و هو ايضا صديق شخصى لمطلب.
لقد كان محمد مسعود يدرس الادب الفرنسى بجامعة دمشق قبل ان تعصف الحرب بامال حصوله على الشهادة الجامعية. يتذكر مسعود واحدة من اصعب اللحظات التى مر بها خلال رحلته من سوريا وصولا الى القرية اليونانية. "كنت افكر ماذا اذا غرق الزورق الصغير فى البحر! يمكننى السباحة و النجاة و لكن من كنت سأنقذ اولا فى مثل هذه الحالة؟ كل هؤلاء هم احبابى كجسدى تماما. كنت افكر هل سأنقذ عيناى ام انقذ قلبى" مشيرا الى طلال ثم الى ابنه عمه المرافقة لهم. "من كنت سأنقذ!"
تستكمل المجموعة مسيرتها بينما يتناوب الرجال على حمل طلال و يتبعهم مطلب على عكازيه، سائرا ببطئ لكن دون توقف.
بعد مرور بضعة ايام و فى المخيم الرئيسى للاجئين بجزيرة ليسبوس، تتدلى ملابس اللاجئين المعلقة على اسوار ما كان حديقة عامة فى السابق. القمامة و الفضلات تغطى على فتحة باحد الاسوار اصبحت المدخل المفضل لللاجئين فى غياب اى حراسة من الشرطة بذلك الجانب من المخيم. لقد غطت الخيم ذات الالوان المختلفة على ما تبقى من عشب الحديقة. تلك الخيم التى اشتراها اللاجئين من بعض السكان المحليين بالجزيرة مقابل ما يتخطى ال 30 دولار امريكى بقليل.
طلال مطلب الذى قضى اول ايامه بالمخيم، يظهر على عكازيه بين مجموعة من اصدقائه بموقع الصنابير العامة. لقد تحولت الجزيرة الى مدينة للخيم. العديد من اللاجئين استخدموا عواميد اشارات المرور كمصدر كهرباء لشحن هواتفهم. رجلان يبيتان فى سيارة سيدان قديمة و مهجورة الصاحب، و اخرون يقضون قترة القيلولة وسط بعض من الاثار الاغريقية و الرومانية التى تشهد على مكانة ليسبوس التاريخية كمركز للعلم و التجارة.
امينة انس، احدى اللاجئات ممن وصلوا بنفس زورق ماردينى، حصلت على اوراق التسجيل المطلوبة للسماح بركوبها هى و طفليها العبارة المتجهة الى العاصمة اليونانية اثينا. "انا سعيدة لمجرد اننا سنخرج من هنا" تقول انس، التى تصاحبها صديقتها وفاء الطراوية و التى اصحبت معاها ابناها هى الاخرى. "سنذهب الى المانيا مهما قالت والدتنا" هكذا يقول محمد ابن الطراوية. "فى المانيا يلعبون افضل كرة قدم فى العالم و انا اعشق كرة القدم."
::
"لقد كنت فى شدة الغضب حينما قفذ طارق الى المياة و لكنى الان فخورة جدا به" هكذا تقول ملاك زوجة طارق شيخ. لقد كانت ملاك تخشى الضربات الجوية المتواصلة فى مناطق نفوذ المتمردين بشمال غرب سوريا. تتذكر حينما "كان تلامذتى يضحكون و يقولوا لى لا داعى للخوف لان الطائرات ليست بالقريبة مننا". زوجها طارق شيخ يبلغ من العمر 32 عاما. كان يعمل كمقاول باللاذقية قبل ان يقرر الهجرة هو اخيه للابتعاد عن اداء الخدمة العسكرية الاجبارية فى وقت تعصف فيه الحرب الاهلية بالبلاد. بعد انقاذه من الغرق فى مياة بحر ايجه، لقد لم شمل الشيخ بزوجتة ملك فى احد المخيمات ببلدة موليفوس السياحية على نفس الجزيرة، و منها انطلقا لتكملة رحلتهم الى الحدود اليونانية مع مقدونيا. ساعتين من رحلة السير باستخدام اجهزة الاستدلال بهواتف اللاجئين تصل بهم للنقطة الحدودية حيث يبدو الموقع كغابة مجورة مليئة بالاشجار و بقايا طعام و ملابس و احذية و مستنندات من سبقهوهم لنفس البقعة من اللاجئين.
يقوم رجال الشرطة اليونانية باعطاء كل لاجئ رقم لينتظر به دخول الحدود المقدونية. بحلول الظهيرة، ياتى وقت دخول الشيخ و ملاك. ساعة اخرى من السير تصل بهم لبلدة جيفيليا داخل مقدونيا، و هى البلدة التى اشتهرت بملاهى القمار قبل ان تصبح محطة للاجئين السوريين. القطار من جيفيليا الى الحدود الصربية كان ممتلئا عن اخره حتى كاد الجميع يختنق. لقد تم منع الشيخ و زوجته من الدخول عبور الحدود الى صربي ثلاث مرات، قبل ان تنجح محاولتهم الرابعة و يصلوا العاصمة بلجراد.
العقبة القادمة فى طريق وصولهم الى اوروبا الغربيا كان المجر و التى عرفت مؤخرا كبلد به اكثر مخيمات للاجئين بدائية. صوت طائرات الهليكوبتر لحرس الحدود المجرى ذكر ملاك بمشاهد الخوف بسوريا. بعد عدة محاولات فاشلة لعبور الحدود، تمكن ملاك و الشيخ من دخول المجر و منها وجدوا مهرب وصل بهم الى النمسا و منها الى المانيا و من هناك وصلوا لمرحلتهم الاخيرة: القطار الى فرنسا.
خلال خمسة عشر يوما من رحلتهم الملحمية، مر شيخ و زوجته بسبع نقاط حدودية، و قطعوا اكثر من الف و خمسمائة ميل بزوارق و قطارات و اوتوبيسات و سيارات و السير، واجهوا خلالهم قوات حدودية و مهربين و مياة بحر كادت ان تبتلع الشسخ. الا ان كل هذا ادى فى النهاية لوصولهم الى تحقيق حلم التواجد باوروبا الغربية بعيدا عن جحيم الحرب بسوريا.
يستقر الزوجان الان بمدينة ليون الفرنسية، على ضفاف الرون و على بعد قدم من جبال الالب: المدينة تعتبر جنة للطلاب و السياح من كل صوب. اختار شيخ و زوجته ليون بالتحديد لان اخت الشيخ، شذى، تعيش بالمدينة كطالبة تدرس الدكتوراة لعدة سنوات. لقد وصل والد و والدة الشيخ الى ليون فى وقت مبكر من العام. الجميع الان يشاطر شذى شقتها ذات حجرة النوم الواحدة باحد الاحياء المتوسطة بالمدينة.
العائلة من مقطنها الجديد دائما ما تستقبل ضيوفها بالشاى و الحلوى. الجميع هنا يظهر الكثير من العناية لملاك التى عادة ما تخرج للتنزه بصحبة زوجها بحديقة تيت دور ذات البحيرة الكبيرة و العديد من الحقول و الافراد ممن يعرضون فنونهم على المارة.
يبحث طارق عن عمل اثناء انتظاره للانتهاء من اوراق اللجزء السياسى. ملاك هى الاخرى تبحث عن وظيفة. انها تريد ان تستكمل عملها كمدرسة للغة الانجليزية بينما تقضى اوقات فراغها الحالية فى كتابة بضعة فصول عن حياتها السابقة بسوريا. احد تلك الفصول كتب بعنوان "الباب المغلق"، عبارة عن مونولوج لشخص يدعى ادم الذى يبقع محبوسا داخل خزانه صغيره، اصابه الشلل حينما تمكن من فتح الخزانة و الخروج لضوء المجهول.
"سابقى هنا: الامر مستقر هنا" هكذا يقول ادم، بطل قصة ملاك. "على الاقل يمكننى ان ارى جميع جنبات المكان حولى بالداخل" الا ان ادم يعلم باحتمالية اختناقه اذا كا ظل داخل الخزانه لوقت اطول.
تبدو ملاك اكثر ثقة الان. امراة شابه مفعمة بالحياة. لا تخشى المجهول كما كان الوضع بسوريا. لم تكن تحب السفر ابدا، الا انها الان ستبقى هى و عائلتها بفرنسا.
المراسلين نبيه بولس و ليليانا نيتو ديل قدما مسامهات لهذه التقرير.
مساهمات اضافية: الفديو نبيل بولوس مدير التصميم الرقمي ستفاني فارل انتاج رقمي ايفان واغستاف. مهاجرين يحطون في ليسبوس اليونان.