ثمرات الليمون تبدو اصغر، الطعم ليس بنفس الحلاوة، حتى رائحة الزيتون اقل غنى و البقدونس ليس طازجا كالذى اعتدن التقاطه من حدائق الاعشاب بسوريا، لكنهن سيحاولن تقديم افضل ما يمكن طهيه باستخدام المقادير المتاحة. يوم اخر من الطهى الجماعى يبدأ حيث تمتزج ايدى ستة سيدات للعمل دون راحة حتى غروب الشمس.
رائحة النعناع تغمر المكان، بينما تبدأ السيدات فى الطقس اليومى من تقطيع لثمرات الطماطم و تحضير المعجنات و فرم الثوم. لكن الاحساس بالضياع يظهر كغليان يخنه اوشكت على اكتمال الطهى.
غزوه، زوكا، اخلاص، منى و قمر و فاتح: لقد تجمع الاخوات حول هذا الطهى فى تلك المدينة العتيقة على ضفاف المتوسط بعد ان تفرقن عن اقاربهن نتيجة حرب لا يبدوا لها اى احتماليه لان تنتهى فى المستقبل القريب.
لم يتقابلن قط بدمشق على الرغم من عيشهن على بعد اميال قليلة من بعضهن فى مناطق حول العاصمة السورية، الا انهن الان اصبحوا كالاخوات بالاسكندرية. جميعهن امهات فى العقدين الثالث و الرابع من العمر، يحاولن بدأ مشروع لتقديم الاكلات السورية التى يطهونها بانفسهن. مشروعهن الناشئ يدعى "سيدة دمشق." هن يعرفن اسرار بعضهن، و التى دائما ما يتحدثن عنها اثناء خلطهم للبهارات و فرم اللحوم. احاديثهن تتمحور حول مؤجرى البيوت الممتعضين من تواجدهم، الجيران غير المرحبين بهن، تصاريح الاقامة التى توشك على الانتهاء و المهن غير المجزية التى اضطر ازواجهن لامتهانها اثناء تواجدهم بمصر و بناتهن اللاتى يهربن من فصول الدراسة خوفا من بلطجة التلاميذ المحليين.
و الاولاد، الاولاد يريدوا عبور البحر الى الطرف الشمالى من العالم.
لم تفكر اى منهم ان تواجدهن هنا سيطول، الا ان الوقت فرض واقعا مغايرا. "خلال الاشهر التسعة الاولى كنت استيقظ كل يوم قائله لنفسى ان فنجان قهوة الصباح هذا سيكون الاخير لى بمصر. الان لا افكر بهذه الطريقة، احاول الا افكر هكذا" هكذا تقول زوكا صاحبة ال 45 عاما بصوتها الخافت و وجهها الشاحب الذى يظهر علامات الجهد و التوتر. جميعهن رحلوا الى مصر برفقة عائلاتهن منذ سنتين او ثلاثة، حينما وصلت ضراوة الحرب الاهلية بسوريا الى منزل كل منهم، منهن من دمر منزلها بالكامل، و منهن من فقدت عزيز لها و منهن من يخشى على اولادهن من خطر الالتحاق الجبرى بجيش النظام.
بينما هرب اكثر من اربعة ملايين سورى الى دول عدة بالشرق الاوسط و اوروبا و ما وراء اوروبا، وجد هؤلاء النسوة ملاذا امنا بتلك المدينة الساحلية، الا ان موطنهم المؤقت الذى غمره اللاجئين على شاكلاتهن يبدو غير مرحب بهن و غيرهن من السورييين بشكل عام. يحاولون الاختلاط بالمجتمع مع الحفاظ على تقاليدهن بينما يحدق اولادهن فى المتوسط و يخططوا للهرب فى سفن و مراكب، ولكن المخاطرة كبيرة و المكافاة غير مضمونة.
::
يقضين ايامهن فى شقة ذات خمسة حجرات، ملكا لمنظمة خيرية كانت قد اعدتها لتعليم الاطفال السوريين فى مرحلة ما قبل الحضانة قبل ان تستغنى المنظمة لهن عن الشقة بالاضافة لمبلغ صغير يساعدهن فى بدأ مشروعهن. لاتزال التزيينات الخاصة بالاطفال تغطى جنبات المكان.
يستخدمن بعض الصناديق للجلوس عليها اثناء عملهن السريع من اجل الوفاء بالطلبات التى اصبحت تصل الى مئات الطلبات اليومية. يبدون كالمراهقات اثناء ضحكهن فيما بين العمل بينما يظهرن كعواجيز حينما يخضعن للحظة صمت او تركيز فى العمل الشاق.
"فى بيتى بسوريا كنت امتلك عصارة" هكذا تتذكر زوكا ايامها بينما تمسك بانفها لتفادى رائحة كريهة تنبعث من مدخل المبنى المتواجدين به. "لقد كنت ازرع الياسمين لا لشئ غير نشر رائحة عطرة حول المنزل."
يعملون داخل الشقة مرتدين من الثياب ما يرتدوه بمنازلهن، يغطون شعورهن و يرتدون عبايات طويلة فى حالة الخروج لشراء المزيد من المكونات او عند تحميل السيارات بالوجبات المطهوه. و لكن الخروج الى الشارع عادة ما يستبقه التوقف للحظه مع اخذ نفس طويل، لحظة تظهر التخوف الدائم من مواجهة هذا العالم المختلف عن ما عاشوا فيه بوطنهم الام. اللغة هى نفس اللغة، الا ان اللكنة المصرية تربكهن فى احيان كثيرة. لكنتهن المختلفة تظهرهن كغريبات منذ اللحظة الاولى للحديث مع اى من المحليين. يعيشن فى بيوت مستأجره على عكس ما سكنوا به بسوريا و يواجهون العديد من المصاريف الاضافية التى تجعلهن حريصات على توفير كل قرش ممكن. فى سوريا كان لديهم رفاهية عدم التفكير فى ما يتم صرفه. كان لديهم ما يكفى لقضاء اجازات على ساحل المتوسط السورى. انه نفس المتوسط بالاسكندرية الا انا اغلبهن لا يشعرن بانها نفس الحياة التى عاشوها بسوريا.
فى يوم صيفى، يبدو الشاطئ السكندرى هادئا من بعيد. لكن القرب منه يظهر تقلبات و امواج تصحو للحياة عند ارتطامها بصخور الكورنيش. تصدر صوتا مخيفا لهؤلاء اللاجئين الفارين من اتون الحرب عبر قوارب غير شرعية من المتوسط السورى الى الاسكندرية. كورنيش المدينة، و شارعه الرئيسى المزدحم بالسيارات و المارة من الازواج و غيرهم، جميعهم يطيئون برئوسهم من اجل رؤية مشهد الامواج هذا بينما يعمل الصيادون فى كل خليج ممكن من المياة.
"المهربين يجدون الاماكن و القوارب التى يتمكنوا من اخفائها فى كل بقعة هادئة يمكنهم العثور عليها" هكذا يقول احد الصيادين بالمنطقة. بعض الصياديين يستخدموا قاربه الصغير فى ايصال اللاجئين الى زوارق اكبر على بعد عدة مئات من الامتار من الشاطئ و منها ينتقلوا الى سفن اكبر خارج المياة الاقليمية المصرية و الى اوروبا. مخاطرة الوقوع فى ايدى شرطة خفر السواحل تخيفه بشكل واضح.
رحلة ليلية واحدة لتهريب عشر اشخاص تؤتيه بمكسب اكبر مما يمكن ان يجنيه من الصيد فى شهر كامل. يقول ان البعض من اللاجئين اضطروا الى القفز و البقاء فى المياة متعلقين بامتعتهم لحين قدوم الزورق المنتظر. العديد من تلك الرحلات بدأت فى المياة و لم تكتب لها الوصول الى اى بر، حيث ان اكثر من 2.500 لاجئ لقوا حتفهم غرقا خلال محاولتهم لعبور البحر المتوسط هذا العام فقط.
لقد شهد الصيف الماضى تحولا كبيرا فى مجرى طرق اللاجئين، حيث فضل العديد من السوريين اختيار الطريق الاقصر و الاكثر خطورة من تركيا و منها عبر البحر الى اليونان، ثم برا عبر البلقان الى المقاصد المرغوبة مثل المانيا و السويد. و لكن نشاط التهريب من مصر لا يزال مغرى للعديد.
فى مطعم سوري ليس بالبعيد عن مطبخ السيدات السوريات، كل العاملين تقريبا يعملون من اجل توفير ثمن الرحلة الى اوروبا. "يمكنك الموت فى البحر، او فى الحرب، او الموت كل يوم هنا" يقول امير صاحب التسعة عشر عاما الذى يعمل بنفس المطعم. مثل العديد من السوريين هنا، امير غير مصرح له بالعمل فى مصر و ليس لديه تصريح اقامة مما يقتل اى فرصه له فى اكمال دراسته مثلما اكملها والديه بسوريا. لقد كان يطمح فى ان يكبر ليتزوج و يرث منزل والده الضخم و لكن ما يقوله الان بالاسكندرية هو ما يردده الكثير من السوريين هنا: "انه الموت فى الحياة هنا."
::
تقوم غزوة بعمل الكبة السورية الشهيرة. حين تسأل عن ما اذا كانت وصفة عائلية خاصة تسرع غزوة فى الاجابة: "اذا كانت العائلة هى الوطن باكمله اذن هى وصفة عائلية. فى سوريا، يولد المرء ليتعلم كيف يصنع الكبة."
غزوة ذات الاثنين و اربعين عاما هى احدى العضوات المؤسسات لمشروع اعداد الاكلات السورية. يمكنها ان تكون مديرة صارمة لكنها تتمتع بحس فكاهى يضاف لقدرتها على تقليد الاخرين. ينظر اليها باقى الفتيات و يضحكن حينما تتذكر تلقيها لهاتف من احد ضباط الشرطة يطلب منها ارسال بعض الوجبات له و لضباط اخرين: "قلت له اننى بريئة: ارجوك لا تحبسنى."
تعانى غزوة من الارق. افكارها فى وسط الليل تتمحور حول اختها الارملة التى قتل زوجها داخل متجره بدمشق على يد قوات النظام لظنهم انه كان يتعاون مع الجيش السورى الحر. انها تفكر كثيرا فى مشروعها الحالى و الى متى يمكن ابقائه على قيد الحياة فى ظل المكاسب اليومية الضئيلة التى يدرها عليهن.
بالنسبة لقمر صاحبة التسع و ثلاثون عاما، الاسكندرية مدينة كبيرة جدا. "قد تشعر و كان الاسكندرية اكبر من سوريا باكملها" هكذا تقول بينما تتحول تعابير وجها من على وشك البكاء الى ضحكات يشاركها فيها الاخرون. تخشى قمر على مصير ابنتها المتزوجة التى لا تزال بسوريا، و ابنها الاصغر الذى يعانى من تعنيف المدرسين المصريين له بالمدرسة و زوجها الذى يعانى الاحباط من مشاهدة اوضاع العائلة برمتها.
احد تجار التحف حضر من سوريا بمبلغ من المال اراد اشتثماره فى فتح متجر بمصر، الا انه لم يمتلك الاقامة و التصاريح القانونية اللازمة لاى مستثمر اجنبى فخسر كل امواله حينما احتال عليه شريك مصرى اقنعه بانه يمكنهم فتح متجر سويا تحت اسم الشريك المصرى.
بعد ان كانت تعيش اسرتها المكونة من خمس افراد بمنزل كبير بوسط دمشق، يعيشون حاليا فى شقة صغيرة بحى المندره. "لقد دمر منزلنا بدمشق، ليس فقط منزلنا بل دمر حى دارية الذى كنا نعيش به باكمله."
لا يبعد الشاطئ اكثر من نصف ميلا عن مطبخهن، الا ان البحر يشكل عائقا نفسيا لهن، فهو يحمل المزيج من الجاذبية و الخطر فى نفس الوقت. "نريد ان نهرب، و لكننا نخشى البحر" تقول قمر.
::
رحبت مصر بالسوريين الذين فروا من اتون الحرب فى بداية الامر. كان هناك نوع من التضامن مع شعب الدولة التى ربطتها بمصر جمهورية عربية متحدة فى يوم من الايام. جاء العديد من اللاجئين عبر بيروت التى اقلعوا على متن طائرات منها و دخلوا الى القاهرة دون الحاجة لأيه تأشيرات. تغير الوضع بشكل درامى بدءا من عام 2013 اثر الاطاحة بالرئيس الاسلامى محمد مرسى.
لم تمر سوى ايام من الاطاحة حتى بدأ منع السوريين من فى مطار القاهرة و صدرت تعليمات بوجوب الحصول على تأشيرة مسبقة لدخول مصر، كما شن العديد من مقدمى برامج التلفزين هجمات منظمة ضد السوريين، متهمينهم بأنهم اعوان جماعة الاخوان المسلمين التى ينتمى اليها مرسى، و ظهرت عدة حالات للتحرش بالسوريين بشوارع مصر مما اثار الذعر فى قلوب باقى اللاجئين.
و كان مرسى قد قاد مؤتمرا موسعا لجماعته و عددا من الدعاة الاسلاميين المتطرفين، داعيا الى الجهاد ضد بشار الاسد مما ربط فى عقول الجموع من العامة بان طالبى اللجوء السوريين هم نتيجة سلبية من نتائج حكم جماعة الاخوان.
عدد السوريين المتواجدين بمصر قليل مقارنة بعدد السوريين المتواجدين بدول اخرى مجاورة. الاحصاءات الرسمية للامم المتحدة اعلنت ان هناك 200 الف لاجئ سورى بمصر بينما تشير ارقام منظمات غير حكومية لضعف او ربما ثلاثة اضعاف هذا الرقم الذى يعد قليل اذا ما قورن بال 2 مليون لاجئ المتواجدين بتركيا او حتى اللاجئين بلبنان و الاردن و هى دول تعانى من نقص فى الموارد بشكل اكبر من مصر.
نقص الفرص بمصر جعلها مجرد محطة عبور بالنسبة للعديد من السوريين، مجرد حاجز بين الجنة و النار، فمنهم من قرر ان يبقى بمصر واضعا نصب اعينه العودة الى الديار مرة اخرى وقتما تنتهى الحرب الاهلية و منهم من يعتبرها نقطة عبور لحياة جديدة باوروبا. معظم القوارب التى تبحر من مصر اصبحت تحمل اعدادا كبيرة من السوريين.
اصحاب الطبقة المتوسطة من السوريين يقدرون على دفع ما لا يقل عن 2.500 دولار امريكى من اجل الرحلة المحفوفة بالمخاطر و قد ترتفع التكلفة الى 6000 فى لمن يبغون السفر عبر قوارب اكثر امانا. الرحلة تدفعهم باتجاة شبكة من عصابات التهريب و المنتهزين من بعض المسئولين على الحدود طبقا لروايات المهربين.
"الكل يأخذ حصة ما من اموال التهريب" هكذا يقول احد المهربين الذى يصف نفسه بمجرد مهرب صغير مقارنة بغيره من المنتفعين من هذا المجال بمنطقة العجمى بالاسكندرية، حيث يبحر العديد من القوارب محملة بالسوريين القاصدين اوروبا عبر المتوسط.
معظم السوريين بالاسكندرية على صلة من قريب او بعيد باحد اللاجئين الذين غرقوا اثناء محاولة عبور المتوسط. عدنان عبد التواب صاحب الاربعون عاما كان يعمل خياطا قبل ان يبدأ رحلته عبر احد القوارب تلك. اخر ما سمعته زوجته منه كان مكالمة هاتفية اخبرها فيها انه على متن قارب متجة من مدينة دمياط على الفرع الشرقى لنهر النيل حيث يقابل النهر المتوسط. كانت خطة عبد التواب ان تتبعه عائلته عن طريق لم الشمل بعد ان يصل هو الى اوروبا، الا ان زوجته لم تسمع منه مجددا منذ تلك المكالمة من دمياط.
قال شهود عيان لمنظمة الهجرة الدولية ما حدث بالقرب من سواحل مالطا بعد 9 ايام من تلك المكالمة الهاتفية: رفض المهاجرين ان ينقلوا الى اليابسة عبر قارب صغير و غير امن مما اثار غضب المهربون و قاموا باغراق القارب الذى كانوا به. لم ينجو سوى 11 شخصا من مجموع 500 كانوا على متن القارب الكبير.
زوجة عبد التواب ترفض الاعتراف بانه غرق. دائما ما تقول انها ستأخذ قاربا و تتجه به عبر المتوسط لايجاده. "لقد فقدت عقلها و لا يمكن تركها وحدها" هكذا تقول اختها الاء التى انتقلت من سوريا الى الاسكندرية لتكون بجوار اختها الكبرى فى محنتها تلك. "لقد اصبحت كتجارة الموت" هكذا تصف الاء عمل المهربين.
رائحة السكر المحروق تملأ مطبخ السوريات صاحبات مشروع بيع الوجبات، انهن يعدن الهريسة السورية الشهيرة. لقد اصبحت الهريسة من اكثر الطلبات شعبية بين اطباقهن المختلفة. ثمن القطعة الواحدة لا يتعدى الثلاثون قرشا مصريا مما يزيد من الطلب عليها لرخص سعرها.
تعترف زوكا بعشقها لاكل ما يتبقى من الاطراف السميكة للهريسة بعد اقتطاع الاجزاء المباعة للزبائن. اما اخلاص فهى لا تقوى على البقاء وحدها بالمطبخ لوقت طويل. دائما ما تطلب مساعدة الاخريات و لا تحب ان تبقى وحيدة.
فى تلك الايام المزدحمة بطلبات الاكل، تستمتع كل منهما بالانهماك فى العمل بعيدا عن ايه احاديث مرتبطة بالحرب السورية او بمن فقدوا اثناء محاولة العبور الى اوروبا. و لكن دائما ما يعود الحديث للواقع، فابن اخلاص ذو السبعة عشر عاما خرج من قسم الشرطة بعد ان تم احتجازه لمدة 9 ايام على خلفية محاولة فاشلة للهرب عبر البحر. الا انه سعيد: فالوسيط مازال يحتفظ باموال تهريبه و سيحاول مرة اخرى.
"كنت خائفة جدا عليه و لكننى شجعته فى نفس الوقت. انه يحتاج الى مستقبل افضل" هكذا تقول اخلاص عن ولدها.
زوكا لا يمكنها تحمل سماع تلك القصص. ابنها صاحب ال 18 عاما عازم على اخذ طريق البحر الى اوروبا. انها تتحدث معه عن اخطار تلك الرحلة بينما ينصت اليها بادب لكنها دائما ما ترى نظرتة العازمة على الاخذ بالمخاطرة فى كل الاحوال. تقول "هذا الامر يدمرنى."
نهاية يوم العمل بالمطبخ يتضمن عمل شاق من السيدات فى تنظيف كل شبر من الشقة. العمل يجب ان يكون مسرعا لكى يذهبن الى بيوتهن و يعدن العشاء لعائلاتهن.
ابن منى الاكبر هو الاخر يفكر فى الرحيل. لقد ادى نزوح العائلة الى ايقاف مسيرة تعليمه التى بدات بدمشق و لكنه الان بنفس المدرسة الثانوية بصحبه اخوية التوأم اصحاب ال 15 عاما.
الابن الاكبر مازال يتذكر و يفتقد حياته السابقة للحرب بسوريا، الا ان التوأم الاضغر يتأقلمان جيدا مع الوضع بمصر. "سنعود الى سوريا فى يوم ما، و لكننى وعدت ولدى الصغيرين انه بعد ذلك يمكننا العودة لزيارة مصر – فقط الزيارة."
مساهمات اضافية: مدير التصميم الرقمي ستفاني فارل انتاج رقمي ايفان واغستاف. ياسمين ابنة قمر ذات ال16 ربيعا تجلب الخضار الى مقر التجهيزات.